بات كومرفورد -
تساءلت كثيراً ما الذي يجذبني للسباقات. بالنسبة لأولئك الذين يشاركون فلا شك بأن الاستيقاظ مبكراً سبعة أيام في كل أسبوع ليس هو الأمر الذي يجذبهم، أو خفض الوزن إذا كنت تقود الخيول. قد يبدو الأمر مبتذلاً، لكني قمت بتضييق النطاق إلى القصص حيث تصبح الأحلام حقيقة، وتلك اللحظة التي يؤتي فيها كل التعب ثماره، وبالنسبة للقلة المحظوظة في هذا المجال، يجدون أن الالتزام يستحق كل هذا العناء.
مثل أي سباق قوي، عندما تعبر الخيول خط النهاية تجد الكثير من القصص التي تنتظر أن تروى للعالم، ولعل الفارس والمدرب الفائزين بكأس دبي العالمي للمرة الأولى هما القصة الأكثر إثارة في هذه اللحظة. إنهما رجلان التزما وكرسا حياتهما لسباقات الخيل الإماراتية، ولم يسعيا للمساهمة في صناعة الخيل هنا فحسب، بل سعيا للتنافس مع الخيول الدولية القادمة من كافة أرجاء العالم لتحقيق الانتصارات في إحدى أهم الفعاليات.
أولاً، لنناقش أمر الفارس تاغ أوشيه الإيرلندي الذي قضى أكثر من عقدين من الزمن في صنع مكانة له حتى أصبح اسمه معروفاً على نطاق واسع في منطقة الخليج العربي، ولديه عدة ألقاب في بطولة الفرسان المحلية خلال السنوات الـ 10 الأخيرة، وأخيراً ظفر باللقب الذي يحلم الكثيرون بالفوز به، ثم هناك بوبات سيمار، الرجل الذي يسير على خطى عمه ويحاول إيجاد طريقه الخاص كمدرب خيول في منطقة الشرق الأوسط.
يتفوق كلا الرجلين عاماً بعد عام، وموسماً ناجحاً بعد موسم ناجح، لكنهما لم يكونا محظوظين في الكثير من السباقات الكبرى في أمسية كأس دبي العالمي في الماضي، كما لم تكن قصة لوريل ريفر ناجحة منذ البداية حيث خسر في مشاركته الأولى محلياً وحل في المركز السابع، لكن الفارس والمدرب أصرا على أن ذلك لم يكن تمثيلاً حقيقياً للفئة التي ينتمي إليها جواد الست سنوات ابن إنتو ميسشيف.
جاءت مشاركة لوريل ريفر الثانية في الدولة في أمسية طيران الإمارات سوبر ساترداي عندما انطلق في سباق برج نهار فئة3، ولم يجد أي صعوبة في التغلب على 15 من الخيول الأخرى التي حاولت بلا جدوى اللحاق به، وبلغ الفارق بينه وبين الوصيف قريب 6 أطوال وثلاثة أرباع الطول ليكشف القليل عن قدرته الحقيقية، لكن مسافة 2000 متر لم تكن ضمن مشاركاته بالإضافة لحصوله على البوابة البعيدة رقم (12) غير المرغوبة.
كان بوب بافرت مدرب لوريل ريفر السابق واثقاً بأن الجواد سيشكل خطورة، لكن لا أحد توقع الهيمنة القوية التي أظهرها في السباق مع ابتعاده بالصدارة مبكراً، وأود أن أقول إنني كنت واثقاً طوال الوقت لكني لم أكن كذلك، ثم عندما رأيته ينفرد بالفوز بكل أريحية تأكدت من أنه البطل بكل تأكيد. وهذا الفوز يعني الكثير بالنسبة لمدرب وفارس محليين يحلمان بهذا الإنجاز، كما نحب مساهمة الخيول الدولية في زيارتها السنوية، لكن الحظ يبتسم للأبطال المحليين في بعض الأحيان.